اليكم 11 حقيقة عن السيارات ذاتية القيادة!

يحمل مستقبل قطاع السيارات تطورات جذرية ستغير مفهوم قيادة السيارة وملكيتها، حتى يكاد يكون مشهد شارع من إحدى المدن المتطورة وكأنه من فيلم خيال علمي، تسير فيه سيارات وحدها وأخرى تطير.

يقول مدير إدارة السيارات في شركة أكسنتشر لخدمات التكنولوجيا، لوكا مينتوشيا: "القيادة الذاتية ستصبح هي المعركة الكبرى المقبلة في صناعة السيارات"، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.

صورة ذات صلة

فيما يقول فين رايمايكرز، من بنك GP Bullhound لاستثمارات التكنولوجيا: "إذا نظرت إلى التوقعات الأخيرة، فإن معظم صانعي السيارات يتوقعون أن تغزو السيارات آلية التشغيل الأسواق بين عامي 2020 و2025".

أما الرئيس التنفيذي لشركة FiveAl المسؤولة عن تطوير برمجيات القيادة، ستان بولاند، فيقول إن "السيارات الجديدة ستتيح إعدادات خدماتية جديدة، بحيث توصل المستخدمين من الباب للباب دون أي توقفات افتراضياً وفي سيارة مريحة تتسع لـ3 ركاب فقط".

ستكون مثل هذه الخدمات أكثر أماناً، وستحدّ من التلوث والازدحام، وستنتج عنها نقلةٌ نوعيةٌ في معدلات الملكية الشخصية للسيارات، والتي من المُرجَّح أن تنخفض بشدة.

وكشف استطلاعٌ للرأي أجرته شركة KPMG المحاسبية حول الرؤساء التنفيذيين لشركات صناعة السيارات، أن 59% من قياديي الصناعة يرون أن أكثر من نصف مالكي السيارات حالياً لن يرغبوا في امتلاك سيارة بحلول عام 2025.

إذاً، كيف سنتنقَّل بين الأماكن بالضبط بحلول نهاية العقد المقبل؟ هل ستحلّ القيادة الذاتية مشكلة الحوادث بالفعل؟ وما الأنواع الأخرى من السيارات ذاتية القيادة التي من المُرجَّح أن نراها في طرقنا؟

توجهت صحيفة The Observer، التابعة لصحيفة The Guardian، بالسؤال إلى مجموعة من الخبراء حول حقائق وطبيعة قيادة السيارات في عام 2020، وعادت بالتالي:

سائق أم راكب؟

ستتوفَّر لديك الفرصة للاختيار، ويرى نيكولاس لانج، من مركز "مجموعة بوسطن الاستشارية" للتقنيات الرقمية في السيارات، أن الأمر يعتمد على السيارة التي تستخدمها، و"بحلول عام 2030، ستصبح راكباً متحكماً في سيارتك الآلية وستكون راكباً تقليدياً في سيارة أجرة آلية".

امتلاك ام استئجار؟

بدلاً من النموذج السائد في امتلاك السيارات في وقتنا الراهن، "من المُرجَّح أن نعتمد على التنقُّل كخدمة بحلول عام 2030"، حسب قول بولاند.

وأضاف قائلاً: "تخيَّل خدمة مثل تطبيق أوبر، يمكنك استخدامها بضغطة زر، ولكن من دون سائق. التأجير ليس الكلمة الأنسب بالضرورة، فالمستخدمون سيشترون الخدمة مثل استخدام أوبر في وقتنا الحالي، ولكن مع خيارات أكثر لمواصفات السيارة لتتناسب مع الأنواع المختلفة من الرحلات".

هل ستكون هناك حوادث؟

أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة في عام 2008، أن الخطأ البشري هو السبب الأول لنسبة 93% من الحوادث، حسبما ذكر بولاند.

وأضاف: "عندما تستبعد الخطأ البشري، ستصبح طرقنا أكثر أماناً بشكل كبير. لا مزيد من القيادة تحت تأثير الكحول، أو المكالمات الهاتفية في أثناء القيادة، أو الإهمال، إلخ..".

هل ستعمل كل السيارات بالكهرباء؟

يقول داني شابيرو، وهو مديرٌ في شركة نيفيديا التقنية الشهيرة، والتي توفر منصة كمبيوتر للذكاء الاصطناعي لأجهزة الكمبيوتر المتطورة في مركبات تسلا: "لا أعتقد أن كل السيارات ستعمل بالكهرباء بحلول عام 2030".

وأضاف: "هناك تركيز كبير على الكهرباء والمولدات من الشركات الألمانية واليابانية والأميركية، ولكن في الوقت ذاته لا تزال هناك قاعدة كبيرة من البنية التحتية النفطية، وعلى الأقل في الأربع سنوات القادمة، توجد إدارة مؤيدة للنفط في أميركا".

هل سيقل الازدحام المروري؟

يقول بولاند: "مع هذا المزيج المتنوِّع من فئات السيارات وخدمات التوصيل، ستوفر السيارات ذاتية القيادة كثافة أعلى من الركاب لكل ميل على الطريق"وأضاف قائلاً: "سيتدفَّق المرور بسهولة أكبر وسيقل الازدحام. في الطرق السريعة، سيكون الكثير من السيارات قادرة على أن تلائم نفس طول الطريق بأمان، مما يزيد قدرة الطرق على الاستيعاب، فضلاً عن تراجع عدد حوادث السير التي تتسبب في الزحمة".

صورة ذات صلة

هل ستكون معرضة للهجوم من القراصنة؟

تحتوي السيارة ذاتية القيادة، بالتعريف، على وحدات تحكم أكثر، وقدرة حاسوبية، ومجموعة من الشيفرات، واتصالات لا سلكية مع العالم الخارجي أكثر من السيارة التقليدية، ولذلك هي أكثر عرضة لهجوم القراصنة، حسبما أوضح مدير الأنظمة الهندسية في شركة NXP Semiconductors، أندي بيرني.

وقال بيرني: "قد يتمكن أحد القراصنة من السيطرة على السيارة، من خلال استغلال إحدى الثغرات، ما يمكن أن يتسبب في منع تشغيل السيارة أو التعرض لحادث أو اختراق خصوصية السائق وبياناته، ومنها معلوماته البنكية".

هل أحتاج للتأمين؟

يقول الشريك في شركة Kennedys الأميركية الدولية للمحاماة، نيال إدواردز، إن السيارات ذاتية القيادة ستُعتبر فئة مختلفة من السيارات، تتطلب غطاء تأمينياً إضافياً.

وأضاف إدواردز: "المنتج المحتمل في هذه الحالة سيكون وثيقة تأمينية تُقدمها الشركة المصنعة عند إتمام عملية الشراء أو الاستخدام أو التأجير"أما الخبر السار، حسبما أوضح رئيس شركة التأمين الألمانية "أليانز" في بريطانيا، جلين كلارك، فهو انخفاض أقساط التأمين، نظراً للانخفاض المتوقع في عدد الحوادث.

كيف سيتوافق القانون مع السيارات ذاتية القيادة؟

في الوقت الحالي، تفترض أكثر القوانين في العالم وجود سائق يتحكم في السيارة طوال الوقت، حسبما أوضحت الشريكة أيضاً في شركة Kennedys، راشيل مورومن ثم، ستحتاج قوانين استخدام السيارة المراجعة من أجل السماح باستخدام تكنولوجيا القيادة من دون سائق، والأهم من ذلك لضمان تطبيق التكنولوجيا بشكل صحيح.

هل يقل الخطر على المشاة وراكبي الدراجات؟

يقول ريد: "ما زلنا في بداية فهم كيفية تفاعل المشاة وراكبي الدراجات مع سيارة لا يتحكم فيها سائقٌ بشري، وهل سيكون المار قادراً على اكتشاف أن السيارة ذاتية القيادة أم لا، ومن ثم قادراً على التأقلم مع سلوكها".

وقال لانج: "في سنغافورة، يختبرون حالياً السيارات ذاتية القيادة في الحدائق العامة، ومعظم الحوادث ليست بسبب خللٍ في السيارات، ولكن بسبب أشخاص يقفزون أمامها ليروا إن كانت ستتوقف في الحال أم لا".

وتابَعَ قائلاً: "كما هو الحال في أية تكنولوجيا حديثة، ستكون هناك إخفاقات أو حتى وفيات، ولكن الفوائد الإجمالية -المتمثلة في حوادث أقل بنسبة 90%، وازدحام أقل بنسبة 40%، وانبعاثات غازية أقل بنسبة 80%، وتوفير مساحة أكبر في مواقف السيارات بنسبة 50%- ضرورية للدرجة التي تضمن بها انتشار هذا التطور التكنولوجي".

ما المركبات الأخرى ذاتية القيادة؟

قد تشبه الطرق والأرصفة مشهداً من فيلم الخيال العلمي Blade Runner، بدءاً من النماذج الأولية لـ"السيارة الطائرة" التي تستطيع الإقلاع والهبوط رأسياً، وصولاً إلى "روبوتات الأرصفة" ذاتية القيادة، وتوصيل الطلبات للمنازل باستخدام طائرات من دون طيار، بحلول عام 2030.

قال بولاند: "تجري حالياً اختباراتٌ على شاحناتِ نقلٍ ذاتية القيادة، إذ قامت شركة دايملر الألمانية باختبارها على الطرق العامة في أميركا وألمانيا عام 2016".

صناعة السيارات التقليدية أو عمالقة التكنولوجيا؟

تحول قطاع صناعة السيارات اليوم إلى فضاء مزدحم، وتشير التقديرات إلى أن 33 شركة سيارات وتكنولوجيا على الأقل تتعاون حالياُ، بدء من شركة أبل وصولاً لشركة تصنيع الحافلات الصينية "يوتونغ"، عن طريق شركات، مثل: أودي وبي إم دبليو وغوغل وهوندا وإنتل وتسلا وأوبر وفولكس فاغن.

 

مع دخول قطاع صناعة السيارات العالمي، الذي يُقدَّر بنحوِ 2 تريليون دولار أميركي، في عملية التحويل الرقمي والذكاء الاصطناعي والتغيرات الحادثة في سلوك المستهلكين، ليس من الصعب أن نرى تدافع مُصَنعي السيارات وشركات التكنولوجيا والمستثمرين لتثبيت أقدامهم على الأرض، خوفاً من الخروج من السباق.